متلازمة النفق الرسغي

bdd4924248379352e5d5d20187ad0f15.png

ما هو متلازمة النفق الرسغي

تحدث متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal Tunnel Syndrome) عندما ينضغط العصب الأوسط ما بين الرباط الليفي وما حوله حيث يتعرض للضغط من قبل الرسغ والأربطة المسؤولة عن حركة الأصابع في اليد، وهي من أكثر أمراض الأعصاب شيوعاً فى اليدين بين السيدات، والتي يغفل عنها الكثيرات منهن، وقد تكون مشكلة صحية بسيطة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى يكون اكتشافها في مرحلة متأخرة تسبب الكثير من المتاعب في المستقبل.

أين يوجد العصب الأوسط؟

يقع العصب الأوسط في معصم اليد من الأمام أعلى الأوتار أسفل الرابط الرسغي المستعرض، ويمر عبر النفق الرسغي وهو نفق شبه هلالي مبني من عظام اليد ومحاط من الأمام برباط ليفي سميك عند مفصل الرسغ، ويمر فيه أيضاً معظم الأوتار المغطاة بأغشية رقيقة والقابضة للأصابع التي تسمح بحركتها خاصة عند مسك الأشياء.

وظيفة العصب الأوسط؟

تتمثل وظيفة العصب الأوسط في كونه المسئول عن نقل الإحساس في جزء من راحة اليد والإبهام والسبابة والوسطى ونصف البنصر، ولا يؤثر على الإصبع الصغير، ويغذي بعض العضلات الصغيرة المسئولة عن الحركات الدقيقة.

لا يوجد سبب واضح لمتلازمة النفق الرسغي في كثير من الحالات، ولكن توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بها مثل:

  • التقدم في العمر، بالرغم من أن متلازمة النفق الرسغي يمكن أن تصيب أي شخص إلا أنها عادة لا تصيب الأشخاص قبل سن العشرين.
  • الجنس، حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة ثلاث مرات أكثر من الرجال بسبب صغر النفق الرسغي.
  • ممارسة بعض الوظائف التي تحتاج التعرض الطويل للاهتزازات من استخدام الأدوات اليدوية أو الأدوات الكهربائية، أو إلى تكرار نفس حركة الذراع أو اليد أو المعصم كثيراً مثل عامل خط التجميع، والخياط، والخباز، وأمين الصندوق، ومصفف الشعر، والموسيقي، وعامل البناء، والمهن التي تتضمن الكتابة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو الآلة الكاتبة.
  • التاريخ العائلي للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
  • انقطاع الطمث وأثناء الحمل؛ نظراً لاحتباس السوائل، ويمكن علاج متلازمة النفق الرسغي المرتبطة بالحمل بدون جراحة، وتتحسن من تلقاء نفسها عند الولادة، ولكنهم يصبحوا أكثر عرضة للإصابة بها فيما بعد.
  • المعاناة من مرض السكري، والسمنة المفرطة، ووجود خلل في وظيفة الغدة الدرقية.

  • الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل وجود غدد دهنية أو أكياس حميدة أو أورام في العصب الأوسط.
    احتكاك العظام، والمعاناة من كسر أو صدمة في الرسغ تؤدي إلى تشوه العظام الصغيرة في الرسغ وتغير المساحة داخل النفق الرسغي.

  • المعاناة من الإصابة بأمراض المفاصل بشكل عام مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، نتيجة التأثير على البطانة المغلفة للأوتار في المعصم؛ وبالتالي تضغط على العصب المتوسط.

  • ممارسة العادات الخاطئة مثل التدخين، وإدمان الكحول، والإكثار من تناول الملح.

  • استخدام أدوية مثل اناستروزول لعلاج سرطان الثدي.

تتمثل فسيولوجيا متلازمة النفق الرسغي في أن يمكن أن يؤدي أي شيء يضغط العصب المتوسط ​​في النفق الرسغي إلى الإصابة بها، وعندما يزيد الضغط على العصب الأوسط يبطيء وصول الدم إلى الغطاء الخارجي وربما ينقطع، ويتأثر الغطاء الخارجي للعصب فقط في البداية، ولكن إذا استمر الضغط بالتزايد يصبح الجزء الداخلي للعصب أكثر سمكاً وتتشكل خلايا جديدة تسمى الخلايا الليفية وتشكل ندباً يعتقد أنه هو الذي يخلق الإحساس بالألم والخدران في اليد؛ ولذلك فستختفي الأعراض بسرعة عند إزالة الضغط بسرعة، وفي حالة تأخر إزالة الضغط تقل أو تتوقف فرص الشفاء.

تتطور أعراض متلازمة النفق الرسغي ببطء، ويمكن أن تحدث في أي وقت وتتمثل فيما يلي:

  • الشعور بالوخز والألم والتنميل والحكة في اليد، وجميع الأصابع ما عدا الإصبع الصغير.
  • قلة الشعور بأطراف الأصابع.
  • وجود صعوبة في استعمال اليد في المهام الصغيرة مثل الإمساك بعجلة القيادة، والكتاب عند القراءة، واستخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
  • ألم في معصم اليد يمتد إلى المرفق والكتف.
  • تورم وتصلب اليد في بعض الأحيان .
  • إحساس برعشة كهربائية صغيرة .
  • الاستيقاظ ليلاً من شدة الألم، والاضطرار إلى وضع اليد تحت الجسم أو إدلائها بجانب السرير وتحريكها في عدة إتجاهات للتخلص من الخدر والألم.
  • تنميل وحرقان وألم شديد سواء في الليل أو النهار، وعدم القدرة على تحريك اليد بسهولة، وعدم استطاعه أداء الحركات الدقيقة بالأصابع، وإسقاط الأشياء، وعدم القدرة على الإمساك بالأشياء الدقيقة مثل قطعة نقود وقعت على الأرض، والكتابة بالقلم، وتزرير القميص أو الثوب، وإمساك الجريدة بشكل طبيعي وكل ذلك ناتج من ضعف في عضلات الإبهام واليد، وهي أعراض تدل على تأخر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.





يعتمد تشخيص متلازمة النفق الرسغي على:

  • التاريخ المرضي الذي يأخذه الطبيب من المريض 
  • والأعراض التي ذكرت سابقاً هي دليل كاف على تشخيص متلازمة النفق الرسغي.
    الفحص السريري، حيث يثني الطبيب الرسغ للأسفل لمدة دقيقة وعندها سيشعر المريض بخدر في الأصابع، ويفحص اليد والذراع والأكتاف والرقبة للتأكد من سلامة الأعصاب الأخرى، والمعصم للبحث عن تورم أو أي تشوهات، ويختبر وجود نقص في الإحساس في راحة اليد وفي كل إصبع في اليدين، ويختبر أيضاً وجود ضعف أو ضمور فى عضلات اليد، وينقر بالنفق العظمى الرسغي على مكان العصب فيشعر المريض في حالة الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي بألم شديد أو رعشة كهربائية بسيطة.
  • فحوصات الدم مثل هرمونات الغدة الدرقية، وفحص السكر، وفيتامين د، وب 12، وقياس تركيز الأملاح لاستبعاد وجود أي أمراض أخرى .
  • اختبارات التصوير للعظام والأنسجة للتأكد من عدم وجود احتكاكات عظمية تضغط على العصب مثل التصوير الاشعاعي (بالإنجليزية: X-ray)، والتصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والموجات فوق الصوتية.
  • فحوصات الأعصاب المختلفة، مثل دراسة التوصيل العصبي، حيث يضع الطبيب قطبين كهربائيين على الجلد وتمرر صدمة صغيرة عبر العصب المتوسط. ​​وفي حالة الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي تتباطأ سرعة توصيل النبضات الكهربائية في النفق الرسغي.
  • التخطيط الكهربي للعضلات، حيث يضع الطبيب قطباً رفيعاً رقيقاً في عضلات محددة لتقييم نشاطها الكهربائي عند الانقباض والانبساط، ويستخدم للكشف عن وجود تلف في العضلات التي يتحكم فيها العصب الأوسط.
  • اختبارات الأعصاب والعضلات تكون مفيدة في حالة عدم وضوح السيرة المرضية.

 

يعتمد علاج متلازمة النفق الرسغي على العمر، والصحة العامة، والتاريخ الطبي، والأعراض ومدى الألم وتقدم الحالة.

يمكن استخدام بعض الأشياء في المراحل المبكرة للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي عند بداية ظهور الأعراض مثل: تغيير نمط الحياة، وتجنب الحركات التي تسبب الألم، ووضع كمادات باردة لتقليل الورم، وممارسة التمارين الرياضية مثل اليوجا التي تقوي الجزء العلوي من الجسم والمفاصل وتقلل الألم، والعلاج الطبيعي، وعلاج أي حالة مرضية مثل السكري والتهاب المفاصل، واستخدام جبائر الرسخ، واستخدام الأدوية.

يلجأ الطبيب للجراحة في حالة عدم نجاح أي من العلاجات السابقة أو تأخر الحالة المرضية لزيادة حجم النفق الرسغي وتخفيف الضغط على العصب الأوسط.

أدوية لعلاج متلازمة النفق الرسغي

يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج متلازمة النفق الرسغي على حسب حالة المريض مثل:

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الاسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، والايبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والفيتامين ب 6 بجرعة تتراوح 200 مليجرام يومياً في الحالات البسيطة.
  • حقن مادة الكورتيزون حول العصب، والتي يفضل حقنها باستعمال الموجات فوق الصوتية لتجنب إصابة العصب أثناء الحقن، ولكنه علاج مؤقت وقد تعود الأعراض مرة ثانية بعد فترة، ولا تعد الكورتيكوستيرويدات الفموية فعالة لعلاج متلازمة النفق الرسغي.
  • الجابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin).

جبائر الرسغ

تعد جبائر الرسغ علاج مناسب في حالة متلازمة النفق الرسغي المرتبطة بالحمل، وفي الحالات البسيطة جداً التي تعاني من تنميل غير دائم في الأصابع حيث توضع جبيرة الرسغ لعدة أسابيع، وهي شيء ترتديه على الرسغ واليد للحفاظ على استقامة المعصم لتثبيته وتخفيف الضغط على العصب، وتستعمل أثناء الليل فقط في البداية، وفي حالة عدم وجود تحسن تستعمل طوال اليوم، وعادة ما تشعر بتحسن بعد شهر من وضعها.

العلاج الجراحي

ينقسم العلاج الجراحي لعلاج متلازمة النفق الرسغي إلى جراحة مفتوحة، وجراحة بالمنظار حيث يستخدم التخدير الموضعي، أو الجزئي، أو الكلي في أي نوع منهم.

الجراحة المفتوحة

  • يفتح جرح قطعي 4 سم في راحة اليد لشق الرباط الضاغط على العصب في الجراحة المفتوحة، وهي علاج فعال ونسبة نجاحها 85-90%، ولكن لوحظ أن بعض المرضى يشكون من آلام مكان الجرح.
  • تزال الخيوط الجراحية بعد فترة تتراوح من 7 إلى 10 أيام، وتتبع بعض الأشياء بعد العملية مثل استعمال رباط ضاغط لتثبيت المفصل لمدة تتراوح من 1 إلى 2 أسبوع، ورفع اليد لتقليل الورم، واستخدام رافعة الذراع للإحساس بالكثير من الراحة، ويفضل إزالة الذراع من الرافعة كل بضع ساعات لتحريك المرفق والكتف والأصابع بانتظام، وضرورة ممارسة بعض تمارين اليد، والرسغ، والأصابع.
  • يمكن للمريض العودة لممارسة عمله بعد فترة تتراوح من شهر إلى شهر ونصف إذا كان العمل يتطلب حركات متكررة لليد والرسغ، وفي فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا كان العمل في البيت.

     

الجراحة بالمنظار

  • تعد الجراحة بالمنظار أحدث طريقة متبعة والمفضلة في وقتنا الحاضر لإجراء العملية.
  • يدخل الطبيب منظار عبر جرح صغير أقل من 1سم في منطقة الرسغ لشق الرباط الضاغط.
  • يمكن للمريض استخدام يده بسرعة خلال يومين من إجراء العملية ويعود لعمله خلال أيام.
  • تسبب الجراحة بالمنظار ألم أقل من الجراحة المفتوحة في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد إجراء الجراحة.

يمكن الوقاية من متلازمة النفق الرسغي باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة لتقليل عوامل الخطر مثل:

  • المحافظة على وضع اليد والرسغ في الوضعية السليمة، وعدم جعل الذراع قريب أو بعيد جداً عن باقي الجسم أثناء ممارسة العمل.
  • الحفاظ على استقامة المعصم قدر المستطاع، وعدم انحناء، أو مد، أو لف اليد لفترات طويلة متصلة في حالة الاستعمال المستمر لليد أثناء العمل.
  • عدم سند أو ترييح رسغ اليد على سطح صلب لفترات طويلة.
  • أخذ فترات راحة منتظمة من الحركات اليدوية المتكررة لراحة اليد والرسغ، وممارسة بعض التمارين البسيطة لليد والأصابع أثناء تلك الفترات.
  • علاج أي حالة مرضية يمكن أن تسبب متلازمة النفق الرسغي مثل مرض السكري، وخلل الغدة الدرقية.
  • جعل مستوى الكرسي مناسب بحيث يكون مستوى اليد في نفس مستوى لوحة مفاتيح الكمبيوتر في حالة استعمالها لفترات طويلة؛ وبالتالي لا يثنى رسغ اليد أثناء الكتابة.
  • التغيير بين اليدين أثناء العمل، وعدم الاعتماد على يد واحدة فقط.
  • عدم إرهاق اليدين في العمل المجهد لفترات طويلة.
    استعمال أدوات مريحة ومناسبة لليد أثناء العمل.
    الحفاظ على دفء اليد.
  • إرتداء دعامات أو واقيات للمحافظة على سلامة اليد.
    إنقاص الوزن في حالة المعاناة من السمنة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بطريقة صحيحة واتباع تعليمات السلامة العامة.

تتمثل مضاعفات متلازمة النفق الرسغي في:

  • الشعور بألم شديد مزمن يؤدي إلى عدم ممارسة النشاطات اليومية.
  • التلف الدائم للعضلات، وعدم القدرة على تحريك اليد.
  • تلف الأعصاب المسؤولة عن إحساس أصابع اليد كلياً.


 

احجز موعدك الأن

مصحة السلام

مصحة الوحدة

مصحة شمس